ينتظر كلا الزّوجين في بداية زواجهم ما سوف يمنحهم الله إيّاه من مولودٍ جديدٍ يضفي على حياتهم البهجة و السّرور ، و قد سمّى الله سبحانه و تعالى تلك العطيّة بالهبة حيث قال جلّ و علا ( يهب لمن يشاء إناثاً ، و يهب لمن يشاء الذّكور ، أو يزوّجهم ذكراناً و إناثاً و يجعل من يشاء عقيما ) ، و إنّ واجب المسلم حيال تلك الهبة الرّبانيّة أن يحمد الله سبحانه و تعالى ، و أن لا يقابل تلك الهبة بالقيام بأفعال تغضب الله سبحانه و تعالى ، و أن يعلم أنّ كثيراً من النّاس قد يحرمون من هذه الهبة ابتلاءً من الله و امتحاناً لصبرهم ، فلا يقابل الإحسان إلا بالإحسان ، و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم كيف تجمع النّطفة في رحم الأمّ أربعين يوماً ، ثمّ تكون علقةً أربعين يوماً ، ثمّ تكون مضغةً أربعين يوماً ، ثمّ يأتي الملك فينفخ فيها الرّوح و يؤمر بكتب رزقها و أجلها و شقيٌ أم سعيدٌ ، و يثار الجدل بين النّاس في حكم من تقوم بإسقاط جنينها لأسبابٍ مختلفةٍ ، فما هو الحكم الرّاجح في هذه المسألة ، و خاصّة أنّنا نشهد حالات اجهاضٍ لكثير من النّساء ، و نقرأ ما تتناوله وسائل الإعلام حول انتشار ظاهرة اللّقطاء ؟ .
ناقش العلماء موضوع اسقاط الجنين و مدى جواز ذلك من عدمه ، و ما اتفق عليه العلماء بدون خلافٍ هو حرمة إسقاط الجنين بعد بثّ الرّوح فيه ، أي بعد مائة و عشرين يوماً ، أمّا الخلاف فهو على اسقاط الجنين قبل بثّ الرّوح فيه ، فبعض العلماء أجاز ذلك مطلقاً ، و بعضهم منع ذلك لحرمة خلق الله تعالى ، و منهم من أباح ذلك بشروطٍ و أحوالٍ معيّنةٍ ، و الرّأي الرّاجح في المسألة هو أنّه إذا تحقّق من بقاء الجنين ضررٌ كبيرٌ على المرأة جاز لها إسقاط الجنين ، فهناك بعض الحالات التي يكون في استمرار الحمل ضررٌ متحقّقٌ و ربّما قد تتوفّى المرأة ، فيكون الابقاء على حياة الأمّ مقدّمٌ على حياة الجنين .
و أخيراً نقول إنّ الحياة الإنسانيّة لها حرمتها و قدسيّتها ، و ليس لأحدٍ الحقّ في التّلاعب و المسّ بها إلا لضرورةٍ يقدرّها العلماء .
المقالات المتعلقة بما حكم تسقيط الجنين